باب ذكر جماعة من أنبیاء بني إسرائیل بعد موسى علیه السلام
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
قََََََصَصُ الأنْبِیَاءِ
للإمام ابن الحافظ ابن كثیر
باب ذكر جماعة من أنبیاء بني إسرائیل بعد موسى علیه
السلام
السلام
ذكر جماعة من أنبیاء بني إسرائیل بعد موسى علیه السلام ثم
نتبعھم بذكر داود وسلیمان علیھما السلام:
قال ابن جرير في تاريخه: لا خلاف بین أھل العلم بأخبار الماضین وأمور
السالفین من أمتنا وغیرھم أن القائم بأمور بني إسرائیل بعد يوشع كالب
بن يوفنا، يعني أحد أصحاب موسى علیه السلام وھو زوج أخته مريم، وھو
أحد الرجلین اللذين ممن يخافون الله، وھما يوشع وكالب، وھما القائلان
لبني إسرائیل حین نكلوا عن الجھاد: {ادْخُلُوا عَلَیْھِمْ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ
فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِینَ}.
قال ابن جرير: ثم من بعده كان القائم بأمور بني إسرائیل حزقیل بن
بوذى وھو الذي دعا الله فأحیا الذين أخرجوا من ديارھم وھم ألوف حذر
الموت.
قصة حزقیل
قال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِھِمْ وَھُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ
الْمَوْتِ فَقَالَ لَھُمْ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْیَاھُمْ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ
أَكْثَرَ النَّاسِلا يَشْكُرُونَ}.
قال محمد بن إسحاق عن وھب بن منبه إن كالب بن يوفنا لما قبضه
الله إلیه بعد يوشع خلف في بني إسرائیل حزقیل بن بوذى وھو ابن العجوز
وھو الذي دعا للقوم الذين ذكرھم الله في كتابه فیما بلغنا.
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِھِمْ وَھُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ}
قال ابن إسحاق: فروا من الوباء فنزلوا بصعید من الأرض فقال لھم الله
موتوا فماتوا جمیعاً فحظروا علیھم حظیرة دون السباع، فمضت علیھم
دھور طويلة فمر بھم حزقیل علیه السلام فوقف علیھم متفكراً فقیل له:
أتحب أن يبعثھم الله وأنت تنظر؟ فقال: نعم. فأمر أن يدعو تلك العظام أن
تكتسي لحماً وأن يتصل العصب بعضه ببعض فإذا ھم عن أمر الله له بذلك،
فقام القوم أجمعون وكبروا تكبیرة رجل واحد.
وقال أسباط عن السدي عن أبي مالك، وعن أبي صالح، عن ابن
عباس وعن مرة عن ابن مسعود وعن أناس من الصحابة في قوله: {أَلَمْ تَرَ
إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِھِمْ وَھُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَھُمْ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ
أَحْیَاھُمْ}. قالوا: كانت قرية يقال لھا داوردان قبل واسط، وقع بھا الطاعون،
فھرب عامة أھلھا، فنزلوا ناحیة منھا، فھلك من بقي في القرية، وسلم
الآخرون فلم يمت منھم كثیر، فلما ارتفع الطاعون رجعوا سالمین، فقال
الذين بقوا: أصحابنا ھؤلاء كانوا أحزم منا، لو صنعنا كما صنعوا بقینا، ولئن
وقع الطاعون ثانیة لنخرجن معھم. فوقع في قابل، فھربوا وھم بضعة
وثلاثون ألفاً، حتى نزلوا ذلك المكان، وھو واد أفیح، فناداھم ملك من
أسفل الوادي وآخر من أعلاه: أن موتوا فماتوا حتى إذا ھلكوا وبقیت
أجسادھم مرّ بھم نبي يقال له حزقیل، فلما رآھم وقف علیھم فجعل
يتفكر فیھم، ويلوي شدقیه وأصابعه، فأوحى الله إلیه: تريد أن أريك كیف
أحییھم؟ قال: نعم. وإنما كان تفكره أنه تعجب من قدرة الله علیھم، فقیل
له: ناد. فنادى: أيتھا العظام إن الله يأمرك أن تكتسي لحماً فاكتست لحماً
ودماً وثیابھا التي ماتت فیھا. ثم قیل له: ناد. فنادى: أيتھا الأجساد إن الله
يأمرك أن تقومي فقاموا.
قال أسباط: فزعم منصور عن مجاھد أنھم قالوا حین أحیوا "سبحانك
الله وبحمدك لا إله إلا أنت" فرجعوا إلى قومھم أحیاء يعرفون أنھم كانوا
موتى، سحنة الموت على وجوھھم لا يلبسون ثوباً إلا عاد رسماً، حتى
ماتوا لآجالھم التي كتبت لھم.
وعن ابن عباس أنھم كانوا أربعة آلاف وعنه ثمانیة آلاف، وعن أبي
صالح تسعة آلاف، وعن ابن عباسأيضاً كانوا أربعین ألفاً.
وعن سعید بن عبد العزيز كانوا من أھل أذرعات.
وقال ابن جريج عن عطاء: ھذا مثل. يعني أنه سیق مثلاً مبیناً أنه لن
يغني حذر من قدر! وقول الجمھور أقوى أن ھذا وقع.
وقد روى الإمام أحمد وصاحبا الصحیح من طريق الزھري عن عبد
الحمید بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، عن عبد الله بن الحارث بن
نوفل، عن عبد الله بن عباس، أن عمر بن الخطاب خرج إلى الشام حتى
إذا كان بسرغ لقیه أمراء الأجناد أبو عبیدة بن الجراح وأصحابه فأخبروه أن
الوباء وقع بالشام. فذكر الحديث. يعني في مشاورته المھاجرين والأنصار
فاختلفوا علیه، فجاءه عبد الرحمن بن عوف وكان متغیباً ببعض حاجته
فقال: إن عندي من ھذا علماً سمعت رسول الله صلى الله علیه وسلم
يقول: "إذا كان بأرض وأنتم بھا فلا تخرجوا فراراً منه، وإذا سمعتم به بأرض
فلا تقدموا علیه" فحمد الله عمر ثم انصرف.
وقال الإمام أحمد: حدثنا حجاج ويزيد المفتى قالا حدثنا ابن أبي ذؤيب
عن الزھري، عن سالم، عن عبد الله بن عامر بن ربیعة، أن عبد الرحمن
بن عوف أخبر عمر وھو في الشام عن النبي صلى الله علیه وسلم أن
ھذا السقم عذب به الأمم قبلكم، فإذا سمعتم به في أرض فلا تدخلوھا
وإذا وقع بأرض وأنتم بھا فلا تخرجوا فراراً منه. قال: فرجع عمر من الشام.
وأخرجاه من حديث مالك عن الزھري بنحوه.
قال محمد بن إسحاق ولم يذكر لنا مدة لبث حزقیل في بني إسرائیل
ثم إن الله قبضه إلیه، فلما قبض نسي بنو إسرائیل عھد الله إلیھم
وعظُمت فیھم الأحداث وعبدوا الأوثان وكان من جملة ما يعبدونه من
الأصنام صنم يقال له بعل، فبعث الله إلیھم إلیاس بن ياسین بن فنحاص
بن العیزار بن ھارون بن عمران.
قلت: وقد قدمنا قصة إلیاس تبعاً لقصة الخضر لأنھما يُقرنان في الذكر
غالباً، ولأجل أنھا بعد قصة موسى في سورة الصافات فتعجلنا قصته لذلك
والله أعلم.
قال محمد بن إسحاق فیما ذكر له عن وھب بن منبه قال: ثم تنبأ
فیھم إلیاس وصیة الیسع بن أخطوب علیه السلام.
نتبعھم بذكر داود وسلیمان علیھما السلام:
قال ابن جرير في تاريخه: لا خلاف بین أھل العلم بأخبار الماضین وأمور
السالفین من أمتنا وغیرھم أن القائم بأمور بني إسرائیل بعد يوشع كالب
بن يوفنا، يعني أحد أصحاب موسى علیه السلام وھو زوج أخته مريم، وھو
أحد الرجلین اللذين ممن يخافون الله، وھما يوشع وكالب، وھما القائلان
لبني إسرائیل حین نكلوا عن الجھاد: {ادْخُلُوا عَلَیْھِمْ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ
فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِینَ}.
قال ابن جرير: ثم من بعده كان القائم بأمور بني إسرائیل حزقیل بن
بوذى وھو الذي دعا الله فأحیا الذين أخرجوا من ديارھم وھم ألوف حذر
الموت.
قصة حزقیل
قال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِھِمْ وَھُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ
الْمَوْتِ فَقَالَ لَھُمْ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْیَاھُمْ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ
أَكْثَرَ النَّاسِلا يَشْكُرُونَ}.
قال محمد بن إسحاق عن وھب بن منبه إن كالب بن يوفنا لما قبضه
الله إلیه بعد يوشع خلف في بني إسرائیل حزقیل بن بوذى وھو ابن العجوز
وھو الذي دعا للقوم الذين ذكرھم الله في كتابه فیما بلغنا.
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِھِمْ وَھُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ}
قال ابن إسحاق: فروا من الوباء فنزلوا بصعید من الأرض فقال لھم الله
موتوا فماتوا جمیعاً فحظروا علیھم حظیرة دون السباع، فمضت علیھم
دھور طويلة فمر بھم حزقیل علیه السلام فوقف علیھم متفكراً فقیل له:
أتحب أن يبعثھم الله وأنت تنظر؟ فقال: نعم. فأمر أن يدعو تلك العظام أن
تكتسي لحماً وأن يتصل العصب بعضه ببعض فإذا ھم عن أمر الله له بذلك،
فقام القوم أجمعون وكبروا تكبیرة رجل واحد.
وقال أسباط عن السدي عن أبي مالك، وعن أبي صالح، عن ابن
عباس وعن مرة عن ابن مسعود وعن أناس من الصحابة في قوله: {أَلَمْ تَرَ
إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِھِمْ وَھُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَھُمْ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ
أَحْیَاھُمْ}. قالوا: كانت قرية يقال لھا داوردان قبل واسط، وقع بھا الطاعون،
فھرب عامة أھلھا، فنزلوا ناحیة منھا، فھلك من بقي في القرية، وسلم
الآخرون فلم يمت منھم كثیر، فلما ارتفع الطاعون رجعوا سالمین، فقال
الذين بقوا: أصحابنا ھؤلاء كانوا أحزم منا، لو صنعنا كما صنعوا بقینا، ولئن
وقع الطاعون ثانیة لنخرجن معھم. فوقع في قابل، فھربوا وھم بضعة
وثلاثون ألفاً، حتى نزلوا ذلك المكان، وھو واد أفیح، فناداھم ملك من
أسفل الوادي وآخر من أعلاه: أن موتوا فماتوا حتى إذا ھلكوا وبقیت
أجسادھم مرّ بھم نبي يقال له حزقیل، فلما رآھم وقف علیھم فجعل
يتفكر فیھم، ويلوي شدقیه وأصابعه، فأوحى الله إلیه: تريد أن أريك كیف
أحییھم؟ قال: نعم. وإنما كان تفكره أنه تعجب من قدرة الله علیھم، فقیل
له: ناد. فنادى: أيتھا العظام إن الله يأمرك أن تكتسي لحماً فاكتست لحماً
ودماً وثیابھا التي ماتت فیھا. ثم قیل له: ناد. فنادى: أيتھا الأجساد إن الله
يأمرك أن تقومي فقاموا.
قال أسباط: فزعم منصور عن مجاھد أنھم قالوا حین أحیوا "سبحانك
الله وبحمدك لا إله إلا أنت" فرجعوا إلى قومھم أحیاء يعرفون أنھم كانوا
موتى، سحنة الموت على وجوھھم لا يلبسون ثوباً إلا عاد رسماً، حتى
ماتوا لآجالھم التي كتبت لھم.
وعن ابن عباس أنھم كانوا أربعة آلاف وعنه ثمانیة آلاف، وعن أبي
صالح تسعة آلاف، وعن ابن عباسأيضاً كانوا أربعین ألفاً.
وعن سعید بن عبد العزيز كانوا من أھل أذرعات.
وقال ابن جريج عن عطاء: ھذا مثل. يعني أنه سیق مثلاً مبیناً أنه لن
يغني حذر من قدر! وقول الجمھور أقوى أن ھذا وقع.
وقد روى الإمام أحمد وصاحبا الصحیح من طريق الزھري عن عبد
الحمید بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، عن عبد الله بن الحارث بن
نوفل، عن عبد الله بن عباس، أن عمر بن الخطاب خرج إلى الشام حتى
إذا كان بسرغ لقیه أمراء الأجناد أبو عبیدة بن الجراح وأصحابه فأخبروه أن
الوباء وقع بالشام. فذكر الحديث. يعني في مشاورته المھاجرين والأنصار
فاختلفوا علیه، فجاءه عبد الرحمن بن عوف وكان متغیباً ببعض حاجته
فقال: إن عندي من ھذا علماً سمعت رسول الله صلى الله علیه وسلم
يقول: "إذا كان بأرض وأنتم بھا فلا تخرجوا فراراً منه، وإذا سمعتم به بأرض
فلا تقدموا علیه" فحمد الله عمر ثم انصرف.
وقال الإمام أحمد: حدثنا حجاج ويزيد المفتى قالا حدثنا ابن أبي ذؤيب
عن الزھري، عن سالم، عن عبد الله بن عامر بن ربیعة، أن عبد الرحمن
بن عوف أخبر عمر وھو في الشام عن النبي صلى الله علیه وسلم أن
ھذا السقم عذب به الأمم قبلكم، فإذا سمعتم به في أرض فلا تدخلوھا
وإذا وقع بأرض وأنتم بھا فلا تخرجوا فراراً منه. قال: فرجع عمر من الشام.
وأخرجاه من حديث مالك عن الزھري بنحوه.
قال محمد بن إسحاق ولم يذكر لنا مدة لبث حزقیل في بني إسرائیل
ثم إن الله قبضه إلیه، فلما قبض نسي بنو إسرائیل عھد الله إلیھم
وعظُمت فیھم الأحداث وعبدوا الأوثان وكان من جملة ما يعبدونه من
الأصنام صنم يقال له بعل، فبعث الله إلیھم إلیاس بن ياسین بن فنحاص
بن العیزار بن ھارون بن عمران.
قلت: وقد قدمنا قصة إلیاس تبعاً لقصة الخضر لأنھما يُقرنان في الذكر
غالباً، ولأجل أنھا بعد قصة موسى في سورة الصافات فتعجلنا قصته لذلك
والله أعلم.
قال محمد بن إسحاق فیما ذكر له عن وھب بن منبه قال: ثم تنبأ
فیھم إلیاس وصیة الیسع بن أخطوب علیه السلام.
مواضيع مماثلة
للمشاركة انت بحاجه الى تسجيل الدخول او التسجيل
يجب ان تعرف نفسك بتسجيل الدخول او بالاشتراك معنا للمشاركة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى