ذكر شيء من أخبار نوح نفسه علیه السلام
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
- admin
- الساعة الآن :
نوع المهنة :
نوع المتصفح :
الهوايات :
المزاج :
الدولة : 
المحافظه :- محافظة عدن
إحترام قوانين المنتدى : 
الجنس : 
عدد المساهمات : 432
نقاظ نشاط العضو : 14014 تقييم العضو : 16
تاريخ التسجيل : 05/06/2013 -
admin الثلاثاء 18 يونيو - 3:13:41
قََََََصَصُ الأنْبِیَاءِ
للإمام ابن الحافظ ابن كثیر
ذكر شيء من أخبار نوح نفسه علیه السلام
قال الله تعالى: {إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً}. قیل: أنه كان يحمد الله على
طعامه وشرابه ولباسه وشأنه كله.
وقال الإمام أحمد: حَدَّثَنا أبو أسامة، حَدَّثَنا زكريا بن أبي زائدة عن سعید
بن أبي بردة، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى اللَّه علیه وسلم:
"إن الله لیرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فیحمده علیھا، أو يشرب الشربة
فیحمده علیھا".
وكذا رواه مسلم والترمذي والنسائي من حديث أبي أسامة.
والظاھر أن الشكور ھو الذي يعمل بجمیع الطاعات القلبیة والقولیة
والعملیة؛ فإن الشكر يكون بھذا وبھذا كما قال الشاعر:
أفادتكم النعماء مني ثلاثة ** يدي ولساني والضمیر المحجبا
ذكر صومه علیه السلام
وقال ابن ماجة: باب صیام نوح علیه السلام: حَدَّثَنا سھل بن أبي سھل
حَدَّثَنا سعید بن أبي مريم، عن ابن لھیعة، عن جعفر بن ربیعة، عن أبي
فراس، أنه سمع عبد الله بن عمرو يقول: سمعت رسول الله صلى الله علیه
وسلم يقول: "صام نوح الدھر إلا يوم عید الفطر ويوم الأضحى".
وھكذا رواه ابن ماجة عن طريق عبد الله بن لھیعة بإسناده ولفظه.
وقد قال الطبراني: حَدَّثَنا أبو الزنباع روح بن فرج، حَدَّثَنا عمر بن خالد
الحراني، حَدَّثَنا ابن لھیعة، عن أبي قتادة، عن يزيد عن رباح أبي فراس، أنه
سمع عبد الله بن عمرو يقول: سمعت رسول الله صلى الله علیه وسلم
يقول: "صام نوح الدھر إلا يوم الفطر والأضحى، وصام داود نصف الدھر، وصام
إبراھیم ثلاثة أيام من كل شھر، صام الدھر وأفطر الدھر".
ذكر حجه علیه السلام
وقال الحافظ أبو يعلى: حَدَّثَنا سفیان بن وكیع، حَدَّثَنا أبي، عن زمعة - ھو
ابن أبي صالح - عن سلمة بن دھران، عن عكرمة، عن ابن عبَّاس قال: حج
رسول الله صلى الله علیه وسلم فلما أتى وادي عسفان قال: "يا أبا بكر أي
واد ھذا؟" قال ھذا وادي عسفان. قال: "لقد مرّ بھذا نوح وھود وإبراھیم على
بكران لھم حمر خطمھم اللیف، أزرھم العباء وأرديتھم النمار يحجون البیت
العتیق". فیه غرابة.
ذكر وصیته لولده علیه السلام
قال الإمام أحمد: حَدَّثَنا سلیمان بن حرب، حَدَّثَنا حماد بن زيد، عن
الصقعب بن زھیر، عن زيد بن أسلم - قال حماد: أظنه عن عطاء بن يسار،
عن عبد الله بن عمرو قال: كنا عند رسول الله صلى الله علیه وسلم فجاء
رجل من أھل البادية علیه جبة سیحان مزرورة بالديباج فقال: "ألا إن صاحبكم
ھذا قد وضع كل فارس ابن فارس، أو قال: يريد أن يضع كل فارس ابن فارس،
ورفع كل راع ابن راع". قال: فأخذ رسول الله صلى الله علیه وسلم بمجامع
جبته وقال: "ألا أرى علیك لباس من لا يعقل!" ثم قال: "أن نبي الله نوحاً
علیه السلام لما حضرته الوفاة قال لابنه: إني قاص علیك وصیة؛ آمرك باثنتین
وأنھاك عن اثنتین: آمرك بلا إله إلا الله، فإن السماوات السبع والأرضین السبع
لو وضعت في كفة ووضعت لا إله إلا الله في كفة رجحت بھن لا إله إلا الله.
ولو أن السماوات السبع والأرضین السبع كن حلقة مبھمة ضمتھن لا إله إلا
الله، وبسبحان الله وبحمده. فإن بھا صلات كل شيء، وبھا يرزق الخلق.
وأنھاك عن الشرك والكبر" قال: قلت - أو قیل - يا رسول الله، ھذا الشرك قد
عرفناه فما الكبر؟ أن يكون لأحدنا نعلان حسنتان لھما شراكان حسنان؟ قال
"لا" قال: ھو أن يكون لأحدنا حلة يلبسھا؟ قال "لا" قال: ھو أن يكون لأحدنا
دابة يركبھا؟ قال "لا" قال: ھو أن يكون لأحدنا أصحاب يجلسون إلیه؟ قال:
"لا" قلت - أو قیل - يا رسول الله فما الكبر؟ قال: "سفه الحق وغمط الناس".
وھذا إسناد صحیح ولم يخرجوه.
ورواه أبو القاسم الطبراني من حديث عبد الرحیم بن سلیمان عن مُحَمْد
بن إسحاق، عن عمرو بن دينار، عن عبد الله بن عمرو، أن رسول الله صلى
الله علیه وسلم قال: "كان في وصیة نوح لابنه: أوصیك بخصلتین وأنھاك عن
خصلتین" فذكر نحوه.
وقد رواه أبو بكر البزار عن إبراھیم بن سعید، عن أبي معاوية الضرير عن
مُحَمْد بن إسحاق، عن عمرو بن دينار، عن عبد الله بن عمر بن الخطاب، عن
النبي صلى الله علیه وسلم بنحوه. والظاھر أنه عن عبد الله بن عمرو بن
العاص، كما رواه أحمد والطبراني. والله أعلم.
ويزعم أھل الكتاب أن نوحاً علیه السلام لما ركب في السفینة كان عمره
ستمائة سنة. وقدمنا عن ابن عبَّاس مثله، وزاد: وعاش بعد ذلك ثلاثمائة
وخمسین سنة، وفي ھذا القول نظر. ثم إن لم يكن الجمع بینه وبین دلالة
القرآن فھو خطأ محض. فإن القرآن يقتضي أن نوحاً مكث في قومه بعد البعثة
وقبل الطوفان ألف سنة إلا خمسین عاماً فأخذھم الطوفان وھم ظالمون. ثم
الله أعلم كم عاش بعد ذلك؟
فإن كان ما ذكر محفوظاً عن ابن عبَّاس - من أنه بعث وله أربعمائة
وثمانون سنة، وأنه عاش بعد الطوفان ثلاثمائة وخمسین سنة - فیكون قد
عاش على ھذا ألف سنة وسبعمائة وثمانین سنة.
وأما قبره علیه السلام: فروى ابن جرير والأزرقي عن عبد الرحمن بن
سابط أو غیره من التابعین مرسلاً، أن قبر نوح علیه السلام بالمسجد الحرام.
وھذا أقوى وأثبت من الذي يذكره كثیر من المتأخرين، من أنه ببلدة
بالبقاع تعرف الیوم بكرك نوح، وھناك جامع قد بني بسبب ذلك فیما ذكر.
والله أعلم.
طعامه وشرابه ولباسه وشأنه كله.
وقال الإمام أحمد: حَدَّثَنا أبو أسامة، حَدَّثَنا زكريا بن أبي زائدة عن سعید
بن أبي بردة، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى اللَّه علیه وسلم:
"إن الله لیرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فیحمده علیھا، أو يشرب الشربة
فیحمده علیھا".
وكذا رواه مسلم والترمذي والنسائي من حديث أبي أسامة.
والظاھر أن الشكور ھو الذي يعمل بجمیع الطاعات القلبیة والقولیة
والعملیة؛ فإن الشكر يكون بھذا وبھذا كما قال الشاعر:
أفادتكم النعماء مني ثلاثة ** يدي ولساني والضمیر المحجبا
ذكر صومه علیه السلام
وقال ابن ماجة: باب صیام نوح علیه السلام: حَدَّثَنا سھل بن أبي سھل
حَدَّثَنا سعید بن أبي مريم، عن ابن لھیعة، عن جعفر بن ربیعة، عن أبي
فراس، أنه سمع عبد الله بن عمرو يقول: سمعت رسول الله صلى الله علیه
وسلم يقول: "صام نوح الدھر إلا يوم عید الفطر ويوم الأضحى".
وھكذا رواه ابن ماجة عن طريق عبد الله بن لھیعة بإسناده ولفظه.
وقد قال الطبراني: حَدَّثَنا أبو الزنباع روح بن فرج، حَدَّثَنا عمر بن خالد
الحراني، حَدَّثَنا ابن لھیعة، عن أبي قتادة، عن يزيد عن رباح أبي فراس، أنه
سمع عبد الله بن عمرو يقول: سمعت رسول الله صلى الله علیه وسلم
يقول: "صام نوح الدھر إلا يوم الفطر والأضحى، وصام داود نصف الدھر، وصام
إبراھیم ثلاثة أيام من كل شھر، صام الدھر وأفطر الدھر".
ذكر حجه علیه السلام
وقال الحافظ أبو يعلى: حَدَّثَنا سفیان بن وكیع، حَدَّثَنا أبي، عن زمعة - ھو
ابن أبي صالح - عن سلمة بن دھران، عن عكرمة، عن ابن عبَّاس قال: حج
رسول الله صلى الله علیه وسلم فلما أتى وادي عسفان قال: "يا أبا بكر أي
واد ھذا؟" قال ھذا وادي عسفان. قال: "لقد مرّ بھذا نوح وھود وإبراھیم على
بكران لھم حمر خطمھم اللیف، أزرھم العباء وأرديتھم النمار يحجون البیت
العتیق". فیه غرابة.
ذكر وصیته لولده علیه السلام
قال الإمام أحمد: حَدَّثَنا سلیمان بن حرب، حَدَّثَنا حماد بن زيد، عن
الصقعب بن زھیر، عن زيد بن أسلم - قال حماد: أظنه عن عطاء بن يسار،
عن عبد الله بن عمرو قال: كنا عند رسول الله صلى الله علیه وسلم فجاء
رجل من أھل البادية علیه جبة سیحان مزرورة بالديباج فقال: "ألا إن صاحبكم
ھذا قد وضع كل فارس ابن فارس، أو قال: يريد أن يضع كل فارس ابن فارس،
ورفع كل راع ابن راع". قال: فأخذ رسول الله صلى الله علیه وسلم بمجامع
جبته وقال: "ألا أرى علیك لباس من لا يعقل!" ثم قال: "أن نبي الله نوحاً
علیه السلام لما حضرته الوفاة قال لابنه: إني قاص علیك وصیة؛ آمرك باثنتین
وأنھاك عن اثنتین: آمرك بلا إله إلا الله، فإن السماوات السبع والأرضین السبع
لو وضعت في كفة ووضعت لا إله إلا الله في كفة رجحت بھن لا إله إلا الله.
ولو أن السماوات السبع والأرضین السبع كن حلقة مبھمة ضمتھن لا إله إلا
الله، وبسبحان الله وبحمده. فإن بھا صلات كل شيء، وبھا يرزق الخلق.
وأنھاك عن الشرك والكبر" قال: قلت - أو قیل - يا رسول الله، ھذا الشرك قد
عرفناه فما الكبر؟ أن يكون لأحدنا نعلان حسنتان لھما شراكان حسنان؟ قال
"لا" قال: ھو أن يكون لأحدنا حلة يلبسھا؟ قال "لا" قال: ھو أن يكون لأحدنا
دابة يركبھا؟ قال "لا" قال: ھو أن يكون لأحدنا أصحاب يجلسون إلیه؟ قال:
"لا" قلت - أو قیل - يا رسول الله فما الكبر؟ قال: "سفه الحق وغمط الناس".
وھذا إسناد صحیح ولم يخرجوه.
ورواه أبو القاسم الطبراني من حديث عبد الرحیم بن سلیمان عن مُحَمْد
بن إسحاق، عن عمرو بن دينار، عن عبد الله بن عمرو، أن رسول الله صلى
الله علیه وسلم قال: "كان في وصیة نوح لابنه: أوصیك بخصلتین وأنھاك عن
خصلتین" فذكر نحوه.
وقد رواه أبو بكر البزار عن إبراھیم بن سعید، عن أبي معاوية الضرير عن
مُحَمْد بن إسحاق، عن عمرو بن دينار، عن عبد الله بن عمر بن الخطاب، عن
النبي صلى الله علیه وسلم بنحوه. والظاھر أنه عن عبد الله بن عمرو بن
العاص، كما رواه أحمد والطبراني. والله أعلم.
ويزعم أھل الكتاب أن نوحاً علیه السلام لما ركب في السفینة كان عمره
ستمائة سنة. وقدمنا عن ابن عبَّاس مثله، وزاد: وعاش بعد ذلك ثلاثمائة
وخمسین سنة، وفي ھذا القول نظر. ثم إن لم يكن الجمع بینه وبین دلالة
القرآن فھو خطأ محض. فإن القرآن يقتضي أن نوحاً مكث في قومه بعد البعثة
وقبل الطوفان ألف سنة إلا خمسین عاماً فأخذھم الطوفان وھم ظالمون. ثم
الله أعلم كم عاش بعد ذلك؟
فإن كان ما ذكر محفوظاً عن ابن عبَّاس - من أنه بعث وله أربعمائة
وثمانون سنة، وأنه عاش بعد الطوفان ثلاثمائة وخمسین سنة - فیكون قد
عاش على ھذا ألف سنة وسبعمائة وثمانین سنة.
وأما قبره علیه السلام: فروى ابن جرير والأزرقي عن عبد الرحمن بن
سابط أو غیره من التابعین مرسلاً، أن قبر نوح علیه السلام بالمسجد الحرام.
وھذا أقوى وأثبت من الذي يذكره كثیر من المتأخرين، من أنه ببلدة
بالبقاع تعرف الیوم بكرك نوح، وھناك جامع قد بني بسبب ذلك فیما ذكر.
والله أعلم.
مواضيع مماثلة
للمشاركة انت بحاجه الى تسجيل الدخول او التسجيل
يجب ان تعرف نفسك بتسجيل الدخول او بالاشتراك معنا للمشاركة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى