منتديات عدن سات
قصة يونس عليه السلام 5wz1qh10
منتديات عدن سات
قصة يونس عليه السلام 5wz1qh10
الإعلانات
الرجاء الانتظار قليلاً حتى يتم تحميل محرك البحث
مرحباً بك : للتصفح بشكل اسرع للمنتدى قم بتحمل متصفح فرفكس الاصدار الاخير من هنا

<div style="background-color: #000000;"><a href="http://news.rsspump.com/" title="rsspump">news</a></div>
انقر هنا من اجل دعوة اصدقائك على الفيسبوك

قصة يونس عليه السلام

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل

admin
admin




الساعة الآن :
نوع المهنة : قصة يونس عليه السلام Progra10
نوع المتصفح : قصة يونس عليه السلام Fmfire10
الهوايات : المطالعة
المزاج : مستمتع
الدولة الدولة : اليمن
المحافظه :
  • محافظة عدن

إحترام قوانين المنتدى إحترام قوانين المنتدى : 1
الجنس الجنس : ذكر
عدد المساهمات عدد المساهمات : 432
نقاظ نشاط العضو نقاظ نشاط العضو : 14515
تقييم العضو تقييم العضو : 16
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 05/06/2013
https://armgedon.yoo7.com

مُساهمةadmin الثلاثاء 18 يونيو - 2:28:22

قصة يونس عليه السلام Uouou_10
قََََََصَصُ الأنْبِیَاءِ


للإمام ابن الحافظ ابن كثیر


قصّة يونس علیه السلام




قال الله تعالى في سورة يونس: {فَلَوْلا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَھَا إِيمَانُھَا
إِلا قَوْمَ يُونُسَلَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْھُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَیَاةِ الدُّنْیَا وَمَتَّعْنَاھُمْ
إِلَى حِینٍ}.
وقال تعالى في سورة الأنبیاء: {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَھَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ
نَقْدِرَ عَلَیْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ
الظَّالِمِینَ، فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّیْنَاهُ مِنْ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِینَ}.
وقال تعالى في سورة والصافات: {وَإِنَّ يُونُسَلَمِنْ الْمُرْسَلِینَ، إِذْ أَبَقَ إِلَى
الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ، فَسَاھَمَ فَكَانَ مِنْ الْمُدْحَضِینَ، فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَھُوَ مُلِیمٌ،
فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِینَ، لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ، فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ
وَھُوَ سَقِیمٌ، وَأَنْبَتْنَا عَلَیْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِینٍ، وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ
يَزِيدُونَ، فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاھُمْ إِلَى حِینٍ}.
وقال تعالى في سورة ن: {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ
نَادَى وَھُوَ مَكْظُومٌ، لَوْلا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَھُوَ مَذْمُومٌ،
فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنْ الصَّالِحِینَ}.
قال أھل التفسیر: بعث الله يونسعلیه السلام إلى أھل (نینوى) من
أرض الموصل، فدعاھم إلى الله عز وجل، فكذبوه وتمردوا على كفرھم
وعنادھم، فلما طال ذلك علیه من أمرھم، خرج من بین أظھرھم ووعدھم
حلول العذاب بھم بعد ثلاث.
قال ابن مسعود ومجاھد وسعید بن جبیر وقتادة وغیر واحد من السلف
والخلف: فلما خرج من بین ظھرانیھم وتحققوا نزول العذاب بھم قذف الله في
قلوبھم التوبة والإنابة وندموا على ما كان منھم إلى نبیھم، فلبسوا المسوح
وفرقوا بین كل بھیمة وولدھا ثم عجوا إلى الله عز وجل وصرخوا وتضرعوا إلیه
وتمسكنوا لديه، وبكى الرجال والنساء والبنون والبنات والأمھات، وجأرت
الإنعام والدواب والمواشي، فَرَغَتْ الأبلُ وفصلانُھا، وخارت البقر وأولادھا،
وثغت الغنم وحملانھا، وكانت ساعة عظیمة ھائلة.
فكشف الله العظیم بحوله وقوته ورأفته ورحمته عنھم العذاب الذي كان
قد اتصل بھم سببه، ودار على رؤوسھم كقطع اللیل المظلم.
ولھذا قال تعالى {فَلَوْلا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَھَا إِيمَانُھَا} أي ھلا وجدت
فیما سلف من القرون قرية آمنت بكمالھا فدل على أنه لم يقع ذلك. بل كما
قال تعالى {وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلا قَالَ مُتْرَفُوھَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ
كَافِرُونَ}. وقوله {إِلا قَوْمَ يُونُسَلَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْھُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي
الْحَیَاةِ الدُّنْیَا وَمَتَّعْنَاھُمْ إِلَى حِینٍ} أي آمنوا بكمالھم.
وقد اختلف المفسرون ھل ينفعھم ھذا الإيمان في الدار الآخرة فینقذھم
من العذاب الأخروي كما أنقذھم من العذاب الدنیوي؟ على قولین:
الأظھر من السیاق: نعم. والله أعلم، كما قال تعالى: {لَمَّا آمَنُوا} وقال
تعالى: {وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ، فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاھُمْ إِلَى حِینٍ}، وھذا
المتاع إلى حین لا ينفي أن يكون معه غیره من رفع العذاب الأخروي والله
أعلم.
وقد كانوا مائة ألف لا محالة، واختلفوا في الزيادة فعن مكحول عشرة
آلاف. وروى الترمذي وابن جرير وابن أبي حاتم من حديث زھیر عمن سمع
أبا العالیة: حدثني أُبَيّ بن كَعب أنه سأل رسول الله صلى الله علیه وسلم
عن قوله {وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ} قال يزيدون عشرين ألفاً، فلولا
ھذا الرجل المبھم، لكان ھذا الحديث فاصلاً في ھذا الباب.
وعن ابن عبَّاس كانوا مائة ألف وثلاثین ألفاً، وعنه وبضعة وثلاثین ألفاً.
وعنه وبضعة وأربعین ألفاً. وقال سعید بن جبیر: كانوا مائة ألف وسبعین ألفاً.
واختلفوا ھل كان إرساله إلیھم قبل الحوت أو بعده؟ أو ھما أمتان؟ على
ثلاثة أقوال ھي مبسوطة في التفسیر.
والمقصود أنه علیه السلام لما ذھب مغاضباً بسبب قومه ركب سفینة
في البحر فلجَّت بھم، واضطربت وماجت بھم وثقلت بما فیھا، وكادوا يغرقون
على ما ذكره المفسرون.
قالوا: فاشتوروا فیما بینھم، على أن يقترعوا، فمن وقعت علیه القرعة
ألقوه من السفینة لیتخففوا منه.
فلما اقترعوا وقعت القرعة على نبي الله يونس، فلم يسمحوا به،
فأعادوھا ثانیة فوقعت علیه أيضاً، فشمّر لیخلع ثیابه ويلقي بنفسه فأبوا
علیه ذلك. ثم أعادوا القرعة ثالثة فوقعت علیه أيضاً لما يريده الله به من الأمر
العظیم.
قال الله تعالى: {وَإِنَّ يُونُسَلَمِنْ الْمُرْسَلِین، إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ،
فَسَاھَمَ فَكَانَ مِنْ الْمُدْحَضِینَ، فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَھُوَ مُلِیمٌ} وذلك أنه لما وقعت
علیه القرعة ألقي في البحر، وبعث الله عز وجل حوتاً عظیماً من البحر
الأخضر فالتقمه، وأمره الله تعالى أن لا يأكل له لحما، ولا يھشم له عظماً،
فلیس لك برزق فأخذه فطاف به البحار كلھا. وقیل: إنه ابتلع ذلك الحوت حوت
آخر أكبر منه. قالوا: ولما استقر في جوف الحوت حسب أنه قد مات، فحرّك
جوارحه فتحركت، فإذا ھو حي، فخر لله ساجداً، وقال: يا رب اتخذت لك
مسجداً في موضع لم يعبدك أحداً في مثله.
وقد اختلفوا في مقدار لبثه في بطنه. فقال مجالد عن الشَّعبي: التقمه
ضحىً ولفظه عشَّیةً. وقال قتادة: مكث فیه ثلاثاً وقال جعفر الصادق، سبعة
أيام ويشھد له شعر أمیة بن أبي الصلت:
وأنتَ بفضلٍ منكَ نجیّتَ يُونساً ** * وقد بْاتَ في أضعافِ حُوت لیالیا
وقال سعید بن أبي الحسن وأبو مالك: مكث في جوفه أربعین يوماً. والله
أعلم كم مقدار ما لبث فیه.
والمقصود أنه لما جعل الحوت يطوف به في قرار البحار اللجیّة، ويقتحم به
لجج الموج الأُجاجيّ، فسمع تسبیح الحیتان للرحمن، وحتى سمع تسبیح
الحصى لفالق الحب والنوى، ورب السماوات السبع والأرضین السبع، وما
بینھما وما تحت الثرى. فعند ذلك وھنالك قال ما قال بلسان الحال والمقال
كما اخبر عنه ذو العزة والجلال الذي يعلم السر والنجوى، ويكشف الضر
والبلوى، سامع الأصوات وان ضعفت، وعالم الخفیات وإن دقت، ومجیب
الدعوات وإن عظمت حیث قال في كتابه المبین المنزل على رسوله الأمین
وھو أصدق القائلین ورب العالمین وإله المرسلین: {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَھَبَ} أي
إلى أھله {مُغَاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَیْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلا
أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِینَ، فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّیْنَاهُ مِنْ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ
نُنْجِي الْمُؤْمِنِینَ} {فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَیْهِ} أن نضیق. وقیل معناه نقدر من
التقدير وھي لغة مشھورة قدرَ وقدّر كما قال الشاعر.
فَلاَ عائدٌ ذاكَ الزمانُ الذي مضَى * تبارَكْتَ؛ ما يُقدر يكنُ، فَلكَ الأمرُ
{فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ} قال ابن مسعود وابن عبَّاس وعمرو بن میمون
وسعید بن جبیر ومُحَمْد بن كعب والحسن وقتادة والضحاك: ظلمة الحوت
وظلمة البحر وظلمة اللیل.
وقال سالم بن أبي الجعد: ابتلع الحوت حوت آخر فصار ظلمة الحوتین مع
ظلمة البحر.
وقوله تعالى: {فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِینَ، لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ
يُبْعَثُونَ} قیل معناه لولا أنه سبح الله ھنالك، وقال ما قال من التھلیل
والتسبیح والاعتراف لله بالخضوع والتوبة إلیه والرجوع إلیه للبث ھنالك إلى
يوم القیامة. ولبعث من جوف ذلك الحوت. ھذا معنى ما روي عن سعید بن
جبیر في إحدى الروايتین عنه.
وقیل معناه {فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ} من قبل أخذ الحوت له {مِنْ الْمُسَبِّحِینَ} أي
المطیعین المصلین الذاكرين الله كثیراً. قاله الضحاك بن قیسوابن عبَّاس وأبو
العالیة ووھب بن منبه وسعید بن جبیر والضحاك والسُّدِّي وعطاء بن السائب
والحسن البصري وقتادة وغیر واحد. واختاره ابن جرير.
ويشھد لھذا ما رواه الإمام أحمد وبعض أھل السنن عن ابن عبَّاس أن
رسول الله صلى الله علیه وسلم قال له: "يا غلام إني معلمك كلمات: احفظ
الله يحفظك احفظ الله تجده تجاھك تعرّف إلى الله في الرخاء يعرفك في
الشدة".
وروى ابن جرير في "تفسیره" والبزار في "مسنده" من حديث مُحَمْد بن
إسحاق عمن حدثه عن عبد الله بن رافع مولى أم سلمة قال سمعت أبا
ھريرة يقول: قال رسول الله صلى الله علیه وسلم: "لما أراد الله حبسيونس
في بطن الحوت أوحى الله إلى الحوت: أن خذه ولا تخدش له لحماً ولا تكسر
له عظماً". فلما انتھى به إلى أسفل البحر سمع يونس حسا فقال في
نفسه ما ھذا؟ فأوحى الله إلیه وھو في بطن الحوت: إن ھذا تسبیح دواب
البحر. قال فسبح وھو في بطن الحوت فسمعت الملائكة تسبیحه فقالوا: يا
ربنا إنا نسمع صوتاً ضعیفاً بأرض غريبة! قال: ذلك عدى يونس عصاني
فحبسته في بطن الحوت في البحر. قالوا: العبد الصالح الذي كان يصعد إلیك
منه في كل يوم ولیلة عمل صالح؟ قال: نعم. قال: فشفعوا له عند ذلك فأمر
الحوت فقذفه في الساحل كما قال الله {وَھُوَ سَقِیمٌ}.
ھذا لفظ ابن جرير إسناداً ومتناً. ثم قال البزار: لا نعلمه يروى عن النبي
صلى الله علیه وسلم إلا من ھذا الوجه بھذا الإسناد كذا قال.
وقد قال ابن أبي حاتم "تفسیره": حَدَّثَنا أبو عبد الله أحمد بن عبد
الرحمن ابن أخي وھب، حَدَّثَنا عمي، حدثني أبو صخر، أن يزيد الرقاشي قال
سمعت أنس بن مالك ولا أعلم إلا أن أنساً يرفع الحديث إلى رسول الله
صلى الله علیه وسلم يقول أن يونسالنبي علیه السلام حین بدا له أن يدعو
بھذه الكلمات وھو في بطن الحوت قال "اللھم لا إله إلا أنت سبحانك إني
كنت من الظالمین" فأقبلت ھذه الدعوة تحت العرش، فقالت الملائكة يا رب
صوت ضعیف معروف من بلاد غريبة. فقال: أما تعرفون ذاك؟ قالوا : لا يا رب
ومن ھو؟ قال: عبدي يونس. قالوا: عبدك يونسالذي لم يزل يرفع له عمل
متقبل ودعوة مجابة؟ قالوا: يا ربنا أو لا ترحم ما كان يصنعه في الرخاء فتنجیه
من البلاء؟ قال: بلى. فأمر الحوت فطرحه في العراء". ورواه ابن جرير عن
يونسعن ابن وھب به.
زاد ابن أبي حاتم: قال أبو صخر حمید بن زياد فأخبرني ابن قسیط وأنا
أحدثه ھذا الحديث، أنه سمع أبا ھريرة يقول: طرح بالعراء وأنبت الله علیه
الیقطینة. وقلنا: يا أبا ھريرة وما الیقطینة؟ قال: شجرة الدّباء. قال أبو ھريرة:
وھیأ الله له أروية وحشیة تأكل من خشش الأرض. أو قال: ھشاش الأرض.
قال فتفسخ علیه فترويه من لبنھا كل عشیة وبكره، حتى نبت.
وقال أمیة بن أبي الصلت في ذلك بیتاً من شعره:
فأنْبَتَ يقطیناً عَلیهِ برحمةٍ * منَ اللهِ لولا اللهُ أصبحَ ضَاوِيا
وھذا غريب أيضاً من ھذا الوجه. ويزيد الرقاشي ضعیف، ولكن يتقوى
بحديث أبي ھريرة المتقدم؛ كما يتقوى ذاك بھذا، والله أعلم.
وقد قال تعالى: {فَنَبَذْنَاهُ} أي ألقیناه {بِالْعَرَاءِ} وھو المكان القفر الذي
لیسفیه شيء من الأشجار بل ھو عارٍ منھا {وَھُوَ سَقِیمٌ} أي ضعیف البدن.
قال ابن مسعود: كھیئة الفرخ لیس علیه ريش. وقال ابن عبَّاس والسُّدِّي
وابن زيد: كھیئة الصبيّ حین يولد وھو المنفوس لیس علیه شيء {وَأَنْبَتْنَا
عَلَیْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِینٍ} قال ابن مسعود وابن عبَّاس وعكرمة ومجاھد
وسعید بن جبیر ووھب بن منبه وھلال بن يساف وعبد الله بن طاووس
والسُّدِّي وقتادة والضحاك وعطاء الخرساني وغیر واحد ھو القرع.
قال بعض العلماء في إنبات القرع علیه حِكَم جمة. منھا أن ورقه في غاية
النعومة وكثیر وظلیل ولا يقربه ذباب، ويؤكل ثمره من أول طلوعه إلى آخره نیاً
ومطبوخاً، وبقشره وببزره أيضاً. وفیه نفع كثیر وتقوية للدماغ وغیر ذلك.
وتقدم كلام أبي ھريرة في تسخیر الله تعالى له تلك الأروية التي كانت
ترضعه لبنھا، وترعى في البرية وتأتیه بكرة وعشیة. وھذا من رحمة الله به
ونعمته علیه وإحسانه إلیه ولھذا قال تعالى: {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّیْنَاهُ مِنْ الْغَمِّ}
أي الكرب والضیق الذي كان فیه {وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِینَ}. أي وھذا صنیعنا
بكل من دعانا واستجار بنا.
قال ابن جرير: حدثني عمران بن بكار الكلاعي، حَدَّثَنا يحیى بن صالح،
حَدَّثَنا أبو يحیى بن عبد الرحمن، حدثني بشر بن منصور، عن علي بن زيد،
عن سعید بن المُسَّیب قال سمعت سعد بن مالك - وھو ابن أبي وقاص
يقول: سمعت رسول الله صلى الله علیه وسلم يقول: "اسم الله الذي إذا
دعُي به أجاب، وإذا سئل به أعطى دعوة يونسبن متى" قال: فقلت: يا
رسول الله ھي لیونس خاصة، أم لجماعة المسلمین؟ قال: ھي لیونس
خاصة وللمؤمنین عامة إذا دعوا بھا. ألم تسمع قول الله تعالى: {فَنَادَى فِي
الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِینَ، فَاسْتَجَبْنَا لَهُ
وَنَجَّیْنَاهُ مِنْ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِینَ} فھو شرط من الله لمن دعاه به.
وقال ابن أبي حاتم: حَدَّثَنا أبو سعید الأشج، حَدَّثَنا أبو خالد الأحمر عن
كثیر بن زيد، عن المطلب بن حنطب قال أبو خالد: أحسبه عن مصعب -
يعني ابن سعد - عن سعد، قال: قال رسول الله صلى الله علیه وسلم: "من
دعا بدعاء يونس أستجیب له" قال أبو سعید الأشج: يريد به: {وَكَذَلِكَ نُنْجِي
الْمُؤْمِنِینَ} وھذان طريقان عن سعد.
وثالث أحسن منھما: وقال الإمام أحمد: حَدَّثَنا إسماعیل بن عمیر حَدَّثَنا
يونس بن أبي إسحاق الھمداني، حَدَّثَنا إبراھیم بن مُحَمْد بن سعد، حدثني
والدي محمد، عن أبیه سعد - وھو ابن أبي وقاص رضي الله عنه - قال: مررت
بعثمان بن عفان في المسجد فسلمت علیه فملأ عینیه مني، ثم لم يردد
عليّ السلام فأتیت عمر بن الخطاب فقلت يا أمیر المؤمنین ھل حدث في
الإسلام شيء؟ قال: لا، وما ذاك؟ قلت: لا، إلا أني مررت بعثمان آنفاً في
المسجد فسلمت علیه فملأ عینیه مني ثم لم يرد عليّ السلام. قال:
فأرسل عمر إلى عثمان فدعاه فقال ما منعك أن لا تكون رددت على أخیك
السلام؟ قال: ما فعلت. قال سعد: قلت بلى، حتى حلف وحلفت. قال: ثم إن
عثمان ذكر فقال بلى واستغفر الله وأتوب إلیه إنك مررت بي آنفاً وأنا احدث
نفسي بكلمة سمعتھا من رسول الله صلى الله علیه وسلم: لا والله ما
ذكرتھا قط ألا تغشى بصري وقلبي غشاوة. قال سعد فأنا أنبئك بھا إن رسول
الله صلى الله علیه وسلم ذكر لنا أول دعوة ثم جاء أعرابي فشغله حتى قام
رسول الله صلى الله علیه وسلم: فاتبعته فلما أشفقت أن يسبقني إلى
منزله، ضربت بقدمي الأرض فالتفت إلي رسول الله صلى الله علیه وسلم
فقال: "مَنْ ھذا؟ أبو إسحاق" قال: قلت نعم يا رسول الله، قال: خه؟ قلت: لا
والله إلا أنك ذكرت لنا أول دعوة. ثم جاء ھذا الأعرابي فشغلك. قال: نعم
دعوة ذي النون إذ ھو في بطن الحوت{لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ
الظَّالِمِینَ} فإنه لم يدع بھا مسلم ربه في شيء قط إلا استجاب له".
ورواه الترمذي والنسائي من حديث إبراھیم بن مُحَمْد بن سعد به.
ذكر فضل يونسعلیه السلام
قال الله تعالى: {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنْ الْمُرْسَلِینَ} وذكره تعالى في جملة
الأنبیاء الكرام في سورتي النساء والأنعام علیھم من الله أفضل الصلاة
والسلام.
وقال الإمام أحمد: حَدَّثَنا وكیع، حَدَّثَنا سفیان، عن الأعمش، عن أبي
وائل، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله علیه وسلم: "لا ينبغي لعبد
أن يقول أنا خیر من يونسبن متى".
ورواه البُخَاريّ من حديث سفیان الثوري به.
وقال البُخَاريّ أيضاً: حَدَّثَنا حفص بن عمر، حَدَّثَنا شعبة، عن قتادة، عن
ابن عبَّاس، عن النبي صلى الله علیه وسلم قال: "ما ينبغي لعبد أن يقول
إني خیر من يونسبن متى ونسبه إلى أبیه".
ورواه أحمد ومسلم وأبو داود من حديث شعبة به. قال شعبة فیما حكاه
أبو داود عنه: لم يسمع قتادة من أبي العالیة سوى أربعة أحاديث، ھذا
أحدھا.
وقد رواه الإمام أحمد عن عفان، عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد
عن يونس بن مھران، عن ابن عبَّاس عن النبي صلى الله علیه وسلم قال:
"وما ينبغي لعبد أن يقول أنا خیر من يونسبن متى".
تفرد به أحمد.
ورواه الحافظ أبو القاسم الطبراني: حَدَّثَنا مُحَمْد بن الحسن بن كیسان،
حَدَّثَنا عبد الله بن رجاء، أنبأنا إسرائیل، عن أبي يحیى العتاب، عن مجاھد،
عن ابن عبَّاس أن رسول الله صلى الله علیه وسلم قال: "لا ينبغي لأحد أن
يقول أنا عند الله خیر من يونسبن متى".
إسناده جید ولم يخرجوه.
وقال البُخَاريّ: حَدَّثَنا أبو الولید، حَدَّثَنا شعبة، عن سعد بن إبراھیم،
سمعت حمید بن عبد الرحمن، عن أبي ھريرة عن النبي صلى الله علیه
وسلم قال: "لا ينبغي لعبد أن يقول أنا خیر من يونسبن متى".
وكذا رواه مسلم من حديث شعبة به.
وفي البُخَاريّ ومسلم من حديث عبد الله بن الفضل، عن عبد الرحمن بن
ھرمز الأعرج، عن أبي ھريرة في قصة المسلم الذي لطم وجه الیھودي حین
قال لا والذي اصطفى موسى على العالمین.
قال البُخَاريّ في آخره: ولا أقول: إن أحداً أفضل من يونسبن متى وھذا
اللفظ يقوي أحد القولین من المعنى: لا ينبغي لأحد أن يقول أنا خیر من
يونسبن متى أي لیسلأحد أن يفضل نفسه على يونس.
والقول الآخر لا ينبغي لأحد أن يفضلني على يونس بن متى. كما قد ورد
في بعض الأحاديث، لا تفضلوني على الأنبیاء ولا على يونسبن متى. وھذا
من باب الھضم والتواضع منه صلوات الله وسلامه علیه وعلى سائر أنبیاء الله
والمرسلین.

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

للمشاركة انت بحاجه الى تسجيل الدخول او التسجيل

يجب ان تعرف نفسك بتسجيل الدخول او بالاشتراك معنا للمشاركة

التسجيل

انضم الينا لن يستغرق منك الا ثوانى معدودة!


أنشئ حساب جديد

تسجيل الدخول

ليس لديك عضويه ؟ بضع ثوانى فقط لتسجيل حساب


تسجيل الدخول

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى